مقيمون في ألمانيا يواجهون صعوبة في توفير نفقات المعيشة
استطلاع يكشف الواقع المر
في دولة تُعد من بين أكبر اقتصادات العالم ومهد العديد من الإنجازات التكنولوجية والصناعية، قد يكون من الصعب تصديق أن هناك فئة من الناس تعاني من صعوبة في توفير نفقات المعيشة الأساسية. ألمانيا، الواقعة في قلب أوروبا، وجدت نفسها موضوعًا لتقرير استطلاعي صادم.
التقرير الذي أفادت به وكالة DPA، والذي تمت به مقابلة 2059 من المقيمين في ألمانيا، أظهر أن حوالي 17.2% من المقيمين يجدون صعوبة في توفير نفقات المعيشة، وهو ارتفاع كبير من 11% في العام السابق. يضطر 28.1% منهم إلى استخدام جزء من المدخرات لتغطية تلك النفقات، في حين يستخدم 10% جزءًا كبيرًا من المدخرات لهذا الغرض. وعلى الجانب الإيجابي، أفاد 39% من المشاركين أنهم لا يواجهون صعوبة في مواجهة ارتفاع الأسعار بفضل دخلهم الجيد.
تلك النسبة، تبرز تساؤلات حول الأسباب التي قد تؤدي إلى مثل هذا الوضع في دولة ذات اقتصاد قوي. ومن الواضح أن أحد أبرز هذه الأسباب هو ارتفاع نسبة التضخم، حيث بلغ في أغسطس 6.1% على أساس سنوي. وتزايدت الأعباء المالية على المواطنين مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 9% ومصادر الطاقة بنسبة 8.3% في نفس الشهر.
في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى تباطؤ التضخم في ألمانيا إلى مستوى 4.5% في سبتمبر، يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يستمر التضخم عند مستوى مرتفع نسبيًا، مع متوسط يبلغ 6% في عام 2023.
في الختام، يأتي هذا الاستطلاع والتقرير ليشير إلى أنه بالرغم من الازدهار الاقتصادي الذي قد تشهده الدول، فإن الفوارق الاقتصادية وتحديات توفير نفقات المعيشة لا تزال قائمة وتحتاج إلى اهتمام ومتابعة دقيقة. هو دعوة للتفكير في سبل تحقيق التوازن الاقتصادي وضمان حياة كريمة للجميع.
