تأثير النزاع الإسرائيلي على سعر الذهب: تجاوز لحظة الأمان الاقتصادي
تشهد العالم حاليًا نزاعًا مستمرًا بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وقد دخل هذا النزاع شهره الثاني، مما أثر بشكل كبير على الوضع الإقتصادي العالمي وأثر على الأسواق المالية بشكل خاص. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “ذي فاينانشيال تايمز” الأمريكية تصريحات توم بالمر، رئيس أكبر شركة لتعدين الذهب في العالم، التي أثارت اهتمام المستثمرين وأثرت على أسعار الذهب.
تحدث توم بالمر عن تأثير النزاع بين إسرائيل وحماس على سعر الذهب، وأشار إلى أن سعر الذهب قد يحطم قريبًا مستوياتٍ قياسية إذا استمر الصراع. يعتبر الذهب دائمًا ملجأً آمنًا للمستثمرين في أوقات الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية، وهذا هو السبب وراء ارتفاع حاد في أسعاره خلال الأزمات.
منذ اندلاع النزاع في أكتوبر الماضي، شهد سعر الذهب ارتفاعًا حادًا، حيث بدأ المستثمرون في البحث عن ملاذ آمن لاستثمار أموالهم في هذا المعدن الثمين. يُعتبر الذهب أصولًا ذات قيمة في مثل هذه الأوقات، حيث يمكن أن يكون مخزونًا آمنًا يمكن الاعتماد عليه عندما تكون هناك عدم استقرار في الأسواق.
لاحظت الصحيفة أن سعر الذهب وصل في عام 2020 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2072 دولارًا للأونصة. كان ذلك نتيجة لتأثر الاقتصاد الأمريكي بشدة بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث بدأ المستثمرون في البحث عن استثمارات آمنة خلال تلك الفترة. وفي وقت سابق من هذا العام، اقترب الذهب من كسر هذا الرقم القياسي مرة أخرى بسبب الأزمة المصرفية الإقليمية في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة على مستوى العالم، والتي من المفترض أن تؤدي إلى انخفاض أسعار الأصول ذات العائد غير المضمون مثل الذهب، إلا أن الطلب على الذهب زاد بسبب شراء البنوك المركزية للسبائك والتخزين كملجأ آمن. بالإضافة إلى ذلك، ساعد الطلب الاستهلاكي القوي في الصين على دعم سعر الذهب.
يجدر بالذكر أن سعر الذهب ارتفع بنسبة تقارب 10٪ منذ بدء النزاع بين إسرائيل وحماس في الشهر الماضي، حيث استقر سعره عند حوالي 1992 دولارًا للأونصة في الوقت الحالي. هذا يشير إلى أن المستثمرين والأسواق العالمية ما زالوا يعتبرون الذهب ملاذًا آمنًا في ظل التوترات الجيوسياسية والأوضاع غير المستقرة في العالم.
إن تأثير النزاع الإسرائيلي على سعر الذهب يُظهر لنا مرة أخرى أهمية هذا المعدن كوسيلة للتحوط والاستثمار في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهو موضوع يتطلب متابعة دقيقة لتأثيراته المحتملة على الأسواق المالية والاقتصاد العالمي.
