في عالم يتجه نحو التكنولوجيا والرقمنة، نجد مشروعًا إنسانيًا فريدًا في ألمانيا يسعى إلى توثيق قصص الأباء والأمهات المصابين بأمراض ميؤوس من شفائها والذين يواجهون احتمالية الوفاة المبكرة. يأتي مشروع كتاب الأسرة المسموع ليمكن هؤلاء الأشخاص من تسجيل سيرهم الذاتية بصوتهم، لترك موروث صوتي قبل رحيلهم يتيح لأطفالهم فهم حكاياتهم وتجاربهم.

أسست هذا المشروع الإنساني الرائع الصحفية جوديث جرومر، وبدأ في اتخاذ شكله الحالي في عام 2017. ومنذ ذلك الحين، نما وتطور المشروع بشكل مذهل. يعمل فيه فريق متعدد التخصصات يشمل موظفين دائمين ومتطوعين من مختلف الخلفيات. يقدم المشروع الدعم والإرشاد للمشاركين، ويشمل مدربين ومخرجين وخبراء نفسيين وفنانين.

طريقة عمل المشروع بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه. يُمكن للمشاركين أن يبدؤوا بتسجيل قصصهم وتجاربهم على مدار مئات الساعات. تبدأ أسعار الكتب المسموعة من حوالي 5275 دولارًا للمشروع، ويتم تمويله من تبرعات الأفراد والشركات، بالإضافة إلى دعم مالي مؤقت من بعض المؤسسات.

قد يتساءل البعض عن هدف هذا المشروع وماذا يقدم للمشاركين. يتيح للأشخاص الذين يواجهون أمراض ميؤوس من شفائها التعبير عن أنفسهم وسرد حكاياتهم بطريقة مميزة. يعالج المشروع مسألة الوفاة المحتملة بطريقة تساعد المشاركين على فهم مرورهم بتلك التجربة بشكل مختلف وأكثر إيجابية. يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وترك إرثًا صوتيًا لأجيالهم القادمة.

وعلى الرغم من تناقص التمويل وارتفاع عدد المشاركين في المشروع، يظل كتاب الأسرة المسموع يعكس قيمة حقيقية للإنسانية والتواصل. يعطي هؤلاء الأشخاص الفرصة لمشاركة حكاياتهم وعبرهم بطريقة تمتد أصداؤها للأجيال القادمة.