كتبت هدى قضاض مقالة جميلة في موقع أرجيك تحت عنوان (توقف حالًا عن إقناع نفسك بهذه الأعذار الزائفة لكيلا تتعلّم لغة أجنبية!) بتاريخ 2018/08/04 وكما يظهر من العنوان فهي قدمت بعض أهم الأعذار الوهمية لعدم تعلم لغة أجنبية. تقول كاتبة المقال انه لايمكن في الواقع إقناع شخص ما بضرورة تعلم لغة جديدة إن لم بريد هو فعل ذلك حقًا، وإنّ أهم الأسباب التي تقف وراء التأخر في تعلم لغة جديدة هو خليط من الأعذار الزائفة التي ربما أقنعت نفسك بها يومًا، والتي أصبحت تحول دون تمكّنك من فعل ذلك.
وتستعرض كاتبة المقال أهم الأعذار التي يتذرع بها الأشخاص لتبرير عدم تعلم لغة جديدة ،والتي قد تكون قد أخبرت نفسك بها بطريقة غير مباشرة لتترسخ بذلك بعض الأفكار السوداوية في دماغك، مؤثرةً بشكل سلبي على قواك في تعلُّم لغة جديدة.
1- ليس لدي متسع كافي من الوقت
تعلُّم لغة أجنبية لا يتطلّب دروس متكررة و ساعات طويلة, 20 دقيقة في اليوم تكفي إن خصصتها لتراجع بعض المصطلحات الجديدة أو لتقرأ موضوع في تلك اللغة المراد تعلمها. فمدّة قصيرة بتركيز أكبر أفضل بكثير من قضاء ساعات طويلة في التعلُّم دونما أي مردودية أو نتيجة. وبالتالي، لا تنكر أنَّك تقضي وقتًا طويلًا لتصفُّح الإنترنيت وزيارة مواقع التواصل الاجتماعي، فكيف تملك وقتًا لفعل أمور ثانوية، ولا تملك الوقت للتعلُّم؟!
2- لا أستطيع الحفاظ على نظامي أو حافزي
الحافز هو أمرٌ شخصيٌّ لا بدَّ أن تشحن نفسك به كلما لاحظت أنَّه بدأ بالتراجع. أيضًا، يجب أن تعلم أنَّ الأمرَ عامٌ، فكلّ شخصٍ كيفما كانت رغبته وقوة إرادته لا بدَّ وأن يتراجع تحفيزه. لهذا، بدل إقناع نفسك بأنَّك لا تستطيع الحفاظ على الحافز ابحث لنفسك عن حافزٍ جديد، واكتب أهدافك في ورقة بخط أحمر عريض، وضعها في مكانٍ تراه باستمرار حتى تذكّر نفسك بطريقة غير واعية بالأمر.
3- لطالما كان مستواي اللغوي ضعيفًا في المدرسة
من قال أنَّ التعلُّمَ مقتصرٌ فقط على صفوف المؤسسة التعليمية؟ غبي من يظن ذلك… والأغبى، أن يعتقد المرء أنَّ نقاطه ومعدلاته مؤشر كافٍ لإثبات قدراته في التعلُّم. لهذا، انفض غبار هذه الأفكار السوداوية، وابدأ في تعلُّم اللغات الأجنبية. فالتعلُّم لا يقتصر على فئة معينة وليس أمرًا وراثيًا ينتقل عبر الجينات، بل الكلّ له القدرة على تحقيق التعلُّم، بدليل أنَّك تعلم الكثير والكثير.
4- لستُ شخصاً خارقًا ذو قدرات جبارة!
هناك الكثير من الأشخاص ممن يظنون أنَّ إتقان لغة أجنبية ضربٌ من الخيال لما يحمله من صعوبة أو استحالة، فكيف للشخص مهما بلغت قدرته أن يتحدّث بطلاقة لغة غير لغته الأم! يؤسفني أن أخبرك أنَّ تفكيرك خاطئٌ تمامًا، فمتعلم اللغة الأجنبية لا يختلف عنك في شيء سوى أنَّه لا يستسلم أبدًا لهذا الهراء وهذه الأعذار!
5- لقد كبرت في العمر
هناك من يظن أنَّ السِنّ عاملٌ أساسي في تعلُّم اللغات الأجنبية، فيعتقد أنَّ تقدّم المرء في السِنّ يشيخ من العقل ومن قدرته على الاستيعاب والتعلُّم. وهذا أمرٌ خاطئٌ تمامًا، فالعقل ملكة خارقة لا تشيخ أبدًا ولا تتعب من التعلُّم. بل الأفضل أن تتعلّم اللغة كالكبار بدل الصغار!
6- ذاكرتي سيئة!
بالتوازي مع النقطة السابقة، يظن البعض أنَّ الذاكرةَ “الضعيفة” عائقٌ أمام تعلُّم اللغات. السؤال هنا، من أخبرك أنَّ ذاكرتك ضعيفةٌ؟ أوليس الأفضل أن تعلم أنَّك لم تجد ما يحفزك وما يعجبك بشكلٍ يثير انتباهك واهتماماتك وحبك في التعلُّم. إن أنت استمريت في إقناع نفسك بهذه الفكرة فتصبح ذاكرتك ضعيفةً لا محاله! أيضًا، وعلى عكس ما تعتقد، فاللغات الأجنبية تساهم في إنعاش الذاكرة.
7- أوك …….. سأبدأ بالتعلُّم العام القادم
هي المماطلة! وتأجيل عمل اليوم إلى ذلك الغد الذي لا يأتي أبدًا! تأكّد أنَّك وبهذه الجملة لن تتعلّم أبدًا أيّ لغة أجنبية، ولن تتمكّن من كسر ذلك الحاجز الذي صنعته لنفسك، والذي يعيقك لتحقيق ما تريده. احترس من المماطلة، فإنَّها سمٌ قاتلٌ لكلّ الاهتمامات وليس فقط تعلُّم اللغات الأجنبية!
8- لا أعرف من أي مكان سأبدأ ؟
الإنترنت مليء بالمواضيع التي يمكن أن تساعدك في تحديد طريقة التعلُّم، وهذا البرنامج المجاني لتعلم اللغات كافي ويتفوق على البرامج المدفوعة . إذًا، لا مهرب لك، ابدأ بتعلُّم لغتك المفضلة!
9- أستطيع القليل من اللغة الإنكليزية… وهذا يكافي!
هناك من يعتقد أنَّ اللغة الإنجليزية كافية وتغني عن تعلُّم بقية اللغات. حسنًا، كلانا يعلم مدى أهميتها، وأن تتقنها أمر مميز أهنئك عليه، لكنها حتمًا ليست كافيةً. فأهمية اللغات تتعدى البعد الكلامي أو اللغوي إلى توسيع للثقافة، وغيرها من المميزات التي لن تحققها إلّا بتعلُّم أكبر قدر من اللغات الأجنبية.
هناك العديد أيضاً من الأسباب الوهمية التي تقف حاجز بينك وبين تعلم لغة جديدة لكن الحقيقة أن الشخص بكل تأكيد قادر إذا ما عزم وأزاح جميع الأفكار السلبية من عقلة . وهناك مقالة سابقة خاصة بتعلم اللغة الألمانية بعنوان النصائح التسع الذهبية لتعلم اللغة الألمانية لمن مهتم أكثر باللغة الالمانية.
المصدر :
موقع أراجيك https://goo.gl/6LkqW3