مهاجر نيوز: كتبت جريدة مهاجر نيوز خبر تحت عنوان (تعقيدات طلب اللجوء في فرنسا تجبر أسرة سورية على الإقامة في إحدى حدائق باريس) حيث كتب
الذي أجرى التحقيق بتاربخ 14/08/2018 بأن تعقيدات عملية التسجيل بالتقدم بطلب اللجوء في فرنسا تجبر كيراز وزوجها وأولادهما الستة على إفتراش الأرض في حديقة شمال باريس منذ 3 أشهر، بعد أن فشل أفراد الأسرة ثلاث مرات بالتقدم للجوء.بعد أن حل المساء، بدأ أفراد الأسرة السورية التي تعيش في الحديقة المحاذية لمحطة “بورت دو أوبرفييه” شمال باريس، يترقبون لحظة وصول متطوعي جمعية “يوتوبيا” لنقلهم إلى بيت يستضيفهم خلال الليل. فبعد سلسة من العقبات في صياغة طلب اللجوء، إضافة إلى الحظ العاثر، وجدت السيدة كيراز (34 عاما) وزوجها وأطفالها الستة أنفسهم دون سكن أو دخل مادي يساعدهم على توفير الاحتياجات الأساسية.
وتقول كيراز والدموع تملأ عينيها إنها عندما خرجت مع زوجها من سوريا بعد أكثر من ثلاث سنوات من معايشة أهوال الحرب، كانا يأملان بمستقبل أفضل لأطفالهما، ولم يتخيلا أن ينتهي بهم المطاف مرميين في حديقة بباريس. فقد أجبرت الأسرة على الخروج من محافظة إدلب بعد أن هدم منزلها بسبب القصف. ونجا الابن الأصغر يوسف، الذي يبلغ حاليا 6 أعوام، من الموت بأعجوبة بعد أن تعرض إلى حروق خطيرة في معصم اليد اليسرى وأسفل البطن، وما يزال إلى الآن بحاجة إلى متابعة طبية لتخفيف نوبات الألم التي تسببها الحروق له.
ويقول كاتب المقالة أنه منذ نحو ثلاثة أشهر، يقضي أفراد الأسرة نهارهم في الحديقة دون سقف يحميهم من أشعة الشمس أو المطر، وعند حلول الليل تنقلهم الجمعية الإنسانية إلى منزل يستقبلهم ليوم واحد أو يومين على أعلى تقدير، حيث يمكنهم النوم والاستحمام وتبديل الملابس. وعلى الرغم من أن الأسرة وصلت إلى فرنسا في نهاية العام 2017، لكن الأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و17 عاما لم يدخلوا إلى الآن إلى المدرسة ولم يتلقوا دورات لتعلم اللغة الفرنسية.
لكن النعمة التي شعرت بها كيراز بنجاة ابنها الصغير في سوريا لم تستمر في فرنسا، لأن الحظ السيء كان للعائلة بالمرصاد.
فقد باء أول موعد لتسجيل طلب اللجوء بالفشل، في شهر آذار/ مارس، لأن جهاز تسجيل البصمات لم يلتقط بصمات أصابع كيراز، وتبين فيما بعد أنها كانت تعاني من أكزيما جليدية في راحة الكف أعاقت العملية. وعندما حل موعد التسجيل الثاني في شهر حزيران/ يونيو، لم تعثر العائلة على مترجم لصياغة طلب اللجوء بالغة الفرنسية في الوقت المحدد، فألغي الطلب بشكل تلقائي. وكان أسوأ فصول الحظ العاثر عندما خرجت العائلة من غرفة السكن المؤقت، لأن هيئة الهجرة والاندماج (أوفي) وعدتهم بالحصول على منزل. وبالفعل أبلغت الهيئة بعد أيام رب الأسرة بحصوله على سكن من خلال رسالة نصية، لكنها لم تصله أبدا لأن هاتفه كان قد سرق.
وتؤكد الأم الشابة أن حزنها يتبدد عندما تنظر إلى أولادها لأنها ترى الأمل في عيونهم، وترى مستقبلها من خلال ابنتها خديجة التي تبلغ من العمر 13، فرغم أن الفتاة لم تعرف المدرسة طوال حياتها بسبب ظروف الحرب واللجوء، لكنها خلال طريق الهجرة تعلمت اللغة الألمانية في معهد لأبناء المهاجرين في المغرب، وتمكنت من خلال تطبيقات الهاتف المحمول تعلم الإنكليزية، وتحاول الآن تعلم الفرنسية بمفردها.
ورغم كل الصعوبات، لكن كيراز وزوجها لم يستسلما، وتقدما بداية الأسبوع الحالي بطلب جديد لتسجيل البصمة، ويبحثان الآن عن مترجم للمساعدة في صياغة طلب اللجوء وكتابة القصة التي دفعتهما إلى الهروب مع أبنائهما من سوريا وتكبد رحلة اللجوء الشاقة. ويأمل الوالدان أن تتمكن هيئة “أوفي” من إيجاد سكن لهم بأسرع وقت ممكن وإدخال الأبناء إلى المدارس مع بداية العام الدراسي.
المصدر: مهاجر نيوز https://goo.gl/9aHSyZ